أخبار وطنية في عيد الأضحى: انقطاع الماء يُحوّل فرحة العيد إلى كابوس

قال تعالى «وجعلنا من الماء كل شي حيّ أفلا يؤمنون» (الأنبياء:30)، آية نستدل منها أنه دون ماء لا توجد حياة، وفعلا بات يوم العيد عصيّا جدا في عدد من ولايات الجمهورية نظرا لشحّ الماء وانقطاعه المتواصل في درجات حرارة مرتفعة، نقص ولد حالة من الغضب لدى اهالي هذه المناطق، حيث عبر العديد من المواطنين في جل ولايات الجمهورية عن تذمرهم من انقطاع الماء منذ الساعات الاولى ليوم عيد الأضحى وتواصل هذا الانقطاع على مدار يوم كامل.
عيد الأضحى المبارك يوم تجتمع فيه العائلات وتقام فيه الشعائر وتذبح الأضاحي، لكن ماذا لو كان للشركة التونسية لتوزيع و استغلال المياه رأي اخر وحولت هذا اليوم الى كابوس ونغصت على المواطن فرحته ؟؟؟؟ وحولت العيد من مناسبة للفرح إلى مشهد من المعاناة والتذمر.
ففي يوم تتزايد فيه الحاجة إلى الماء بشكل غير مسبوق، يصبح هذا الانقطاع ليس مجرد حادث تقني عابر، بل أزمة حقيقية تعكس سوء إدارة وغياب التخطيط السليم. عيد الأضحى ليس فقط مناسبة اجتماعية أو دينية، بل هو طقس روحي يتطلب الطهارة والنظافة والتهيؤ لأداء العبادات. وفي هذا السياق، يمثل الماء عنصرًا لا غنى عنه: للوضوء، لتنظيف البيوت، لإعداد الطعام، ولمرافقة عملية ذبح الأضاحي بما تتطلبه من غسل وتنظيف للدماء والمخلفات.
حين يغيب الماء، تتعطّل هذه المظاهر ويُسلب العيد من معانيه الأساسية. ليست هذه المرة الأولى التي تنقطع فيها المياه في المناسبات، لكن تكرار الخطأ لا يعني اعتياده، بل يستوجب المساءلة. فالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه على دراية تامة بأن استهلاك المياه يزداد بشكل كبير في أيام العيد، فلماذا لا تضع خطط استباقية لتفادي الانقطاع؟ ولماذا يغيب التنسيق بين الجهات المختصة لتأمين هذه الخدمة الحيوية؟ هل المسألة ضعف في البنية التحتية، أم استخفاف بحقوق المواطنين؟ ربما الأسوأ من الانقطاع نفسه هو غياب التوضيح.
فكم من مرة انقطع الماء دون أن يُصدر بيان رسمي يفسر ما جرى؟ حتى حين تصدر التوضيحات، تأتي متأخرة، وتكتفي بعبارات عامة عن "أعمال صيانة" أو "ضغط في الشبكة"، دون اعتراف بالتقصير أو تقديم حلول بديلة كالصهاريج أو جدول زمني للعودة. في بلد يُفترض أن يكون فيه المواطن شريكًا في المعلومة، يصبح التعتيم دليلاً إضافيا على الفجوة بين السلطة والخدمة.
ولأكون اكثر وضوحا، في بلدتي الصغيرة الجريصة من ولاية الكاف يكاد الماء يكون مفقودا بشكل يومي حيث يحرم الاهالي من حقهم في الماء على مدار السنة ولمنحهم "امتيازات" بمناسبة عيد الأضحى، انقطع الماء طيلة اليوم وهكذا يحرم الاهالي من ممارسة شعائرهم الدينية ومن الاستمتاع بفرحة العيد الذي حولته "الصوناد" الى كابوس متجاهلة ان الماء ليس ترفًا، ولا امتيازا تمنحه الدولة، بل حق أساسي يجب أن يكون مضمونًا في كل الظروف، خاصة في أيامٍ يُفترض أن تكون للراحة والاحتفال. عيد الأضحى مناسبة عظيمة لا ينبغي أن تُشوّه بسبب إهمال يمكن تجنّبه. احترام المواطن يبدأ باحترام احتياجاته الأساسية... وعلى رأسها الماء.
سناء الماجري